Mots clés

#الحياة و الطاقة، الأنتروبي،الديناميكا الحرارية، الموت، الفلسفة الطبيعية، تاريخ العلم

الحياة و الديناميكا الحرارية أو واقع الطاقة المتعددة الأشكال و أقنعتها

Rafik Boukhris
Sciences fondamentales

Détails de la publication

ISBN
978-9973-49-248-7
Maison d’édition
L'Académie tunisienne ( Beït al-Hikma )
Collection
Autre
Date de publication
2023
Nombre des pages
392
Langue
Arabe

ثمّة مفهومان يبدُوان الآن بديهيَّيْن: دور الطاقة الأساسي والكوني، وخصوصا في شكل الديناميكا الحرارية النشِط، والثاني هو العلاقة الكبيرة التي تربط الحياة بهذه الديناميكا. وقد كتب هيبر ريفز huber reeves فيما يخص الحياة والطاقة: «لقد جئنا من ذلك الحبّ الجامح للحياة الذي يدفع الطاقة الكونية إلى أن تنتظم وأن تحيا وتفكّر ». ورغم أنّ ظهور الحياة قد أُسنِد منذ ملايين السنين إلى أصل متعالٍ، ومنذ عهد قريب إلى الانتقاء الطبيعي، فإنّ بديلا آخر ممكن. فالمحرِّك وراء كلّ هذا المسار قد لا يكون إلا فيزيائيا، وهو الطاقة وبصفة أدقّ القانون الثاني للديناميكا الحرارية. ربّما كانت ثمّة، تحت عمل التدفقات التي تخفّض ممالات وتبدّد-تحطّ الطاقة المفيدة، إمكانيةٌ لأنظمة في أن تنتظم وأن تتعقّد وأن تصل في النهاية بصفة مباغتة إلى ظهور الحياة. ويكون تصوّر الحياة إذ ذاك أنّ ›النظام أتى من الفوضى‹، وأنّ التعقيد الذي أوصل إلى الحيّ إحدى أنجح الوسائل لكي تُمحى الممالات وتزيد الأنتروبيا ويتمّ الذهاب في اتّجاه القانون الثاني للديناميكا الحرارية: «تخضع كيمياء أجسامنا لكل قوانين الديناميكا الحرارية؛ والحياة، مثلها مثل الكون، سيل يجري ديناميكيا حراريا من المنبع إلى المصبّ. ولسنا سوى ارتداد للأمواج في بحر ديناميكي حراري، جزء من مسار كون يعيش من الطاقة...وينزع الانتقاء الطبيعي إلى الزيادة في سيل الطاقة عبر منظومة. وتُجهِد المنظومات الحيّة نفسها في اللحاق بالممالات وفي خزنها والحطّ منها...والمسارات الديناميكية الحرارية في النُظُم البيئية هي الأساس الذي بُني عليه التطوّر... إنّ وقوع أحداث تسببت فيها الصدفة في الطبيعة لا يتحاشى الصفة التوجيهية التي يعطيها القانون الثاني أو تنظيمها لاستعمالات الطاقة البارعة في منظومات لا تنفكّ تتعقّد مع استمرار التطوّر... فالبيولوجيا ليست فقط متماسكة مع الديناميكا الحرارية، بل إنّ القانون الثاني يوفّر كذلك «الدفع » السببي أو «القوة » لكثير من المسارات المرتبطة بالبيولوجيا حتى تنبعث وتنمو 295( » (.

Préface

أن تحيا ليس بالتأكيد أن تكتفي بحياة بيولوجية، حيوانية، بل بالخصوص أن تحاول فهم الخيط الرابط الذي قد يكون وراء وجود الكون الذي نحن فيه، من بُناه الأكبر إلى سرّ جُسَيْماته دون الذرّيّة والكواركات quarks ، وطبعا إلى سرّ الحياة التي تُنعشنا. لقد حكم شوبنهاور schopenhauer حكما قاسيا على الذين يعيشون ثم يموتون دون أن يفكّروا لا فيما يحيط بهم ولا في ماهيتهم، إذ قال: « إنّ الذين لا يتساءلون عن وجودهم وعن وجود الكون قاصرون ذهنيا .» إنّ الغاية الكبرى للفلسفة وللعِلم هي الفهم، والفهم خصوصا. وهدفُهما البعيد هو محاولة اختراق الطبيعة والقوانين الفيزيائية لِكَوْن غير واع في الظاهر، والقوانين البيولوجية التي يخضع لها الحيّ. وتُكمِل تلك الغايات مقاربةٌ في نظرية المعرفة وامتدادها إلى إمكانية )أو عدم إمكانية( الوصول إلى معرفة حقيقة ما يحيط بنا.

Titre ISBN Volume
Titre ISBN Langue