مفدي زكرياء شاعر وحدة المغرب العربي

إن الاهتمام التونسي بالشاعر الجزائري مفدي زكرياء (1908 1977) لا يعود إلى تعبير الرّجل عن فكرة المغرب العربي ودعوته الملحة إلى تجسيمها فحسب وإنما إلى أنَّه قضّى مرحلة مهمة من حياته في تونس وواكب نضالها قبل الاستقلال وبعده. ويتميّز اليوم الدراسي (الملتئم بمناسبة مائويّة (الميلاد إلى المداخلات العلمية بعدد من الكلمات التونسيّة والجزائرية حول الشاعر وتاريخ الشعبين المشترك ووحدة المغرب العربي كما ألحق بالكتاب مختارات من شعر زكرياء وخاصة مقتطفات من قصيدته الشهيرة المنعوتة « بإلياذة الجزائر» ( وللشاعر «بردة وطنية» كان نشر أبيات منها سببا مباشرا في إيقاف جريدة «الشباب» التونسيّة في الثلاثينات ونفي صاحبها محمود بيرم التونسي). وقد تناولت المداخلات المنشورة جوانب من ترجمة زكرياء وبعض مراحل حياته وعلاقته ببعض رجال تونس ومثقفيها وفنانيها كما تعرّضت إلى أفكاره ومواقفه وخاصة الوطنية الداعية إلى تحرير بلاد المغرب ووحدتها كما نظرت في شعره من الناحيتين المضمونية والفنية ودرست تجربته الإبداعية وخصائصها وعوامل نجاحها. وربما كان من أهم ما تجلّى في هذا اليوم الدراسي اكتشاف جوانب مجهولة من حياة زكرياء أو شخصيّته و لم يكن شاعرا فقط وإنّما كان أيضا صحفيًا وكاتبا ومؤرّخا»، أو شعره وخاصة ما جمع منه في ديوان ( أمجادنا تتكلّم ( الصادر بالجزائر سنة 2003 ولم يسبق جمعه في حياته وكذلك شهادات أناس عاصروه أو عرفوه عن كتب أو شاركوه في بعض الأعمال الفنيّة. فهذه الدّراسات تكشف جوانب من حياة شاعر لم يقتصر على تحمّل مسؤولية الكلمة والتزم بالكفاح الوطني والقومي فلقي في ذلك ما يلقى المناضلون وكان لسان شعبه ونبض قلبه الخفاق ومسجّل تاريخه ومصوّر آماله وأحلامه.

بين تؤنس ولجزائر وشائج قربى وجغرافيا وتأريخ وثقافة ودماء، توحدت غندما حتمت اللحظة التاريخية ذلك. ويمثل الشاعر والمناضل الجزائري مفدي زكرياء علامة من العلامات البارزة والشاهدة جلي التاريخ التونسي الجزائري المشترك، حيث شكلت. حياته مسارا و حجة دامغة تشير ,إلى عمق الروابط العاطفيةبين النخب التونسية والجزائرية سواء في مرحلة الاستعمار والنضال من أجل الحرية والاستقلال أوبعد طرد المستعمر الفرنسي من.الأراضي المغاربية كلها. لذلك فإن مناسبة الإحتفال بمئوية ميلاد مفدي زكرياي )12 جوان 1908-17 أوت 1977 (، قد جفزتنا.لتنظيم يوم دراسي ، نتعمق خلاله في أبعاد تجربته ,وأفكاره السياسية وإلثقافيةوخاصة إهتمامه الجوهري بمسألة الوجدة المغاربية التي خصص لها الكثيربن مقالاته ومن قصائده، إلى درجة أنه يوصف بشاعر وحدة المغرب العربي، إلي جانب تسميته شاعر الثورة التحريرية الجزائرية.