Titre | Page début | Page fin | Etat | Actions |
---|
لا شكّ في أنّ فكر أبي علي الحسين بن عبد الله المعروف بابن سينا (المتوفى سنة 428 هجريّة) ما زال محتاجا إلى التعريف والبحث والتحليل، رغم انعقاد مؤتمرات عدة اهتمت به، وملتقيات خاضت في شأنه. أما صدر الدين الشيرازي (المتوفى سنة 1050 هجرية)، وهو متأخر عنه بما يفوق الستّة قرون، فإنّه لم يحظ بعد بالاهتمام الذي يجدر به، وهو من أبرز فلاسفة العهد الصفوي في فارس » و « من أكبر فلاسفة الإسلام في العصر الحديث». ويحاول هذا الكتاب بمداخلاته العشرين (وهي بلغات ثلاث العربيّة، والفرنسية، والإنجليزيّة) أن ينير بعض الجوانب، ويكشف بعض الغوامض، ويقدّم بعض التوضيحات ويعرّف ببعض المجهولات في فلسفة العلمين تارة بالتركيز على أحدهما، وأخرى بالمقارنة بينهما. ويتميّز الملتقى بمشاركة أساتذة باحثين من تونس وإيران والعراق، ومصر، وفرنسا وألمانيا، وأمريكا... وهذا التنوّع في المحاضرين والمواضيع والمناهج يكسب الملتقى ثراء، وشمولا نادرين، خاصة وأنه يعرّف بأبحاث ودراسات إيرانيّة لاحظ منسّق الملتقى في مقدمته» الصعوبة التي تعترضنا عادة في متابعتها، وتجدّدها». وقد وضع السيد رئيس المجمع الدكتور هشام جعيط الملتقى في إطار إحياء (الفلسفة الإسلاميّة التي لعبت دورا عظيما في تواصل الفكر الإنساني، وفي الحفاظ على التقليد الفلسفي وإثرائه».
كتب ابن سينا رت /428 1037 م( في وقت بلغ فيها الفكر الإسلامي من فلسفة وكلام وتصوف نضجه في القرن الرابع الهجري )العاشر الميلادي( والثلث الأول من القرن الخامس )الحادي عشر ميلادي(: تبلورت العلوم بمسائلها وإشكالاتها وحلولها وأمهاتها المعتمدة. فتوج الشيخ الرئيس قرنين من هذا الفكر وورث كل ذلك وصاغ فلسفة أصيلة فأصبح هو الولي على الفلسفة بل هو الفيلسوف يخاطبه كل من له شأن بالفلسفة منتصرا لها أو متهجما عليها. ومنذئذ لم يعد من الممكن للثقافة الإسلامية أن تصوغ همومها دون رؤى ابن سينا فلم يعد من الممكن للفكر الإسلامي، لا الفلسفة ولا الكلام ولا حتى التصوف، أن يبقى بعد ابن سينا على ما كان عليه قبله. فهو الذي أظهر الفلسفة على غيرها فتغلغلت في الثقافة الإسلامية وصبغت شتى مجالاتها.
Titre | ISBN | Volume |
---|
Titre | ISBN | Langue |
---|