Titre | Page début | Page fin | Etat | Actions |
---|---|---|---|---|
الفصل الأول : الصورة الشعرية و النماذج الأصلية، هاجس الفردوس المفقود أنموذجا | 7 | 44 | Published | |
الفصل الثاني : الرحيل أسطورة شخصية | 45 | 66 | Published | |
الفصل الثاث : في سيميائية "المديني" أو المدينة فضاء شعريا | 67 | 88 | Published | |
الفصل الرابع : المدينة متخيلا شعريا، بيروت بين الحصن المفقود و سراب الفردوس الأخير | 89 | 114 | Published | |
الفصل الخامس : ألألوان بين الدوال الشعرية و الأسطوريمات | 115 | 144 | Published | |
المحتويات | 147 | 148 | Published |
شعر محمود درويش - كما نعتقد- تأسيس لحداثة شعرية عربيّة قوامها رفضٌ - كالمتأصّل في الشاعر- للقرار والسكينة والاطمئنان للمستهلك والمكرّر. هو رفضٌ يُعبّر - من جهة- عن ضرب من القلق الجمالي والفني من المعاد والمستهلك، ويجسّد- من جهة أخرى- مقولة إنّ الشعر مُنجز ناقص لا يعرف الاكتمال. هو مشروع وأفق مفتوح وعطش على العطش. هو وعد - على ما يقول أدونيس- إنّ الكتابة لديه قصيدة لا تعرف النهاية أو هي قصيدة لا يريد لها صاحبها أن تنتهي. ولعلّ أخصّ خصائص التجربة الشعرية الدرويشية إنما يظهر في تلك القدرة على تمثّل الحداثة تمثّلا يتجاوز مدلولاا الزمنيّة إلى كوا منظومة من القيم آمن ا الشاعر، وعمل على تجسيدها في شعره. قيم تأتي الحريّة والإنسان - في بعده الأنطلوجي- على رأسها. وهو ما نراه مكّن شعره من أن ينعتق – دونما انقلاع من أصوله- من الحدّ بحدود الظرفي والنسبي والزائل، والعلوّ إلى مستوى المشكلات الكيانيّة الكبرى. ولعلّه لهذه الأسباب كان له – وهو النموذج "للفادي الذي يموت فردا ويبعث أمّة"- الفضل في بيان قدرة الشعر العربي على اقتحام زمن الحداثة بكلّ شحناا القيميّة والإنسانية المطلقة. ولقد كنّا ممّن أغرم الكتابة عن محمود درويش في محاولة للإسهام في دراسة تجربة الشاعر الغنيّة ولا ريب، فجمعنا في كتابنا هذا جملة من البحوث حرصنا فيها على الاقتراب من مواضيع تنزّل شعره في سياقات المعاصرة، وتتحسّس حداثة منجزه الجمالي كما رأيناه تمثّلها.
قد يصحّ أن نطلق على الشاعر محمود درويش – في سياق تجربة أو الشاعر (major poet) ، الشعر العربي المعاصر- صفة الشاعر الرئيسي المحوري. فرغم أهميّة ما كتب عنه يظلّ منجزه الإبداعيّ – في ما نرى - من الأشدّ إغ ا رء بالق ا رءة والدرس، وما ا زل شعره منجما ثريا لم ي بحْ بعد بكلّ أس ا رره. وتبدو لنا أهميّة تجربة الكتابة عند محمود درويش الشعريّة لا في بعدها الكمّي (في كمّ ما كتب)، بقدر ما نرى أهميتها في حركة نموّها وتطوّرها التي لا تُخطئها عين النقد، إلى الحدّ الذي ن ا رها به اخت ا زلا لنموّ تجربة الشعر العربي المعاصر. وقد لا ت ا رنا نبالغ في الأمر شيئا إذا ما اعتبرنا شعر محمود درويش تجسيدا وتأسيسا لحداثة شعرية عربيّة قوامها رفضٌ – كالمتأصّل في الشاعر- للق ا رر والسكينة، والاطمئنان للمكرّر والمستهلك. هو رفضٌ يعبّر – من جهة- عن ضرب من القلق الجمالي والفني من المعاد والمستهلك، ويجسّد- من جهة أخرى- مقولة إنّ الشعر مُ نجز ناقص لا يعرف الاكتمال. هو مشروع وأفق مفتوح وعطش على العطش. هو وعد - على ما يقول أدونيس- 1، كما لو أنّ الشعر لدى محمود درويش تعبير عن حاجة، وهذه الحاجة ليست جاهزة بل تُخلق خلقا كلّما عنّت له. الشعر لدى درويش بحث دؤوب عن مثال إذا ما تحقّق كفّ عن كونه كذلك، لتظلّ الكتابة لديه قصيدة لا تعرف النهاية أو هي قصيدة لا ي ريد لها صاحبها أن تنتهي 2. ولعلّ أخصّ خصائص التجربة الدرويشية – إضافة إلى ما تقدّم- إنما يظهر في تلك القدرة على تمثّل الحداثة تمثّلا يتجاوز مدلولاتها الزمنيّة إلى كونها منظومة من القيم آمن بها الشاعر، وعمل على تجسيدها في شعره. قيم تأتي الحريّة والإنسان - في بعده الأنطلوجي- على أ رسها. وهو ما ن ا ره مكّن شعره من أن ينعتق - دونما انقلاع من أصوله - من الحدّ بحدود الظرفي والنسبي وال ا زئل، والعلوّ إلى مستوى المشكلات الكيانيّة الكبرى، فضلا عن أنّ الحداثة الشعرية عند محمود درويش تجسّد إلى حدود بعيدة ما يذهب إليه كمال أبو ديب من أنّها في ، أبسط صورة لها وعي للذّات في الزمن، هي وعي للزّمن بوصفه حركة تغيّر 3 كما لو أنّ الشاعر والمبدع في محمود درويش مارس الحداثة دون أن ينظّر لها. ولعلّه لهذه الأسباب كان له – وهو نموذج " للفادي الذي يموت فردا ويبعث أمّة" 4- الفضل في بيان قدرة الشعر العربي على اقتحام زمن الحداثة بكلّ شحناتها القيم ية والإنسانية المطلقة. هذه بعض الأسباب التي خوّلت -2 "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" هو عنوان الديوان الأخير لمحمود درويش، رياض الريّس للكتب والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، 2009 -3 أورده فيصل د اّ رج، الحداثة العربيّة بين زمنين، مجلّة الكرمل، العدد 80 ، ا رم اللّه، فلسطين، صيف 2004 ، ص 152 -4 أورده، عبد السلام المُساوي، جماليات الموت في شعر محمود درويش، دار الساقي بيروت، الطبعة الأولى 2009 ، ص محمود درويش – في نرى- أن يشكّل قاطرة الإبداع في الشعر العربي المعاصر. ولقد كنّا ممّن شدّته إلى شعر درويش عشرة الق ا رءة التي ما لبثت أن تحوّلت إلى رغبة في الكتابة على الكتابة أو هي كما يرى رولان بارت . لذّة استدعتها لذائذ مت ا ركبة، لذّة المبدع فلذّة القارئ فلذّة الناقد 5 (r. barthes) وكنّا كذلك ممّن أغرتهم الكتابة عن محمود درويش في محاولة للإسهام في د ا رسة تجربة الشاعر الغنيّة ولا ريب، فجمعنا في كتابنا هذا جملة من البحوث حرصنا فيها على الاقت ا رب من مواضيع تنزّل شعره في سياقات المعاصرة، وتتحسّس حداثة منجزه الشعريّ كما أ ريناه تمثّلها. وحاولنا أن نقيم بحثنا على مقاربت ين لهما بالرّمز والعلامة - في مفهومهما السيميائي العام - صلات ووشائج : بحثنا عبر أولاهما توسّل الشاعر النماذج الأصليّة والأسطورة الشخصيّة توسّلا يُداخل بين التاريخي والإبداعي الجمالي. وحاولنا من خلال ثانيتها تحسّس ما اعتبرناه سيميائية للفضاء والألوان في شعره. فركّزنا على الفضاء المديني الذي اعتبرناه – في ذاته- نسقا سيميائيا ومتخيّلا شعريّا، فعقدنا فصلين لتبيّن قدرة الشاعر على "شعرنته" وتملّكه شعريّا، وتحويله من نسق معماريّ محايد إلى لغة من لغة الشعر، كما سعينا إلى تدبّر قدرة الشاعر على استثمار ما في الألوان من حمولات شعريّة مفجّ ا ر طاقاتها وشحناتها الرّمزية الإيحائية، مستثم ا ر ما تكتنز به من حمولات ميثيّة أسطوريّة استثما ا ر مكّنه من إغناء لغة الشعر الباحثة بحثا دؤوبا عن الإث ا رء، والنافرة من النمطيّ والمستهلك من العبارة. و أ رينا في كلّ ذلك تجربة من الشاعر وتجريبا، وبحثا وتحسّسا للبكر من صيغ الكتابة مدفوعا بتصوّر للحداثة مخصوص أساسه توغّل في القصيّ من مجاهل الكتابة، ومغامرة وتجريب.
Titre | ISBN | Volume |
---|
Titre | ISBN | Langue |
---|