Titre | Page début | Page fin | Etat | Actions |
---|---|---|---|---|
مقدمة | 5 | 8 | Published | |
قراءة من القرن الخامس عشر : بدائع السلك لابن الازرق | 19 | 38 | Published | |
قراءات استشراقية من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين | 39 | 58 | Published | |
قراءات المؤلفين العرب في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين | 59 | 86 | Published | |
قراءات من النصف الثاني من القرن العشرين | 87 | 136 | Published |
... وإنّ نصّ «المقدّمة» لنصّ طيّع ذلول، ينقاد للقراءات المختلفة ويثير من الأسئلة ما قد لا يثيره نصّ آخر. هو نصّ طيّع ذلول بما درس من مواضيع المجتمع والدّولة والملك. والمرء إذا ما تدبّر هذه القضايا ثمّ حاول أن يتجاوز الوقائع المعيّنة والظواهر المحدّدة ، وجد أنّ «المجتمع» و«الدولة» و«الملك»، ساحة حرب ونزال ونزاع تسع ما تسع من صراع الإديولوجيّات، خاصّة إذا وقف القوم في ملتقى الماضي والمستقبل وحاولوا أن يتأوّلوا التاريخ ويؤوّلوه. ثمّ إنّ نصّ «المقدّمة» طيّع ذلول بما كان من موقف المؤلّف فيه. لقد أصاب بعض شرّاح «المقدّمة» حين ذكروا أنّ ابن خلدون كان قد اقتصر، فيما كتب، على فهم «تاريخ تمّ وانقضى». فقد أبى أن يحتذي حذو الفلاسفة الطوباويّين، ولم يقترح مشروع مجتمع عادل أو دولة فاضلة أو ملك مثاليّ. فيبدو الأمر شبيها بما لاحظه «ألتوسير» althusser فيما كتب عن «قراءة كتاب رأس المال». فقد اعتبر أنّ «إديولوجيّات التعويض»، كثيرا ما تتسرّب إلى تلك النصوص التي تتضمّن فجوات في بنيتها الإديولوجيّة. وبهذا الاعتبار فإنّ رفض ابن خلدون للمثاليّة، وتكرّهه للطوباويّة، قد حثّا قرّاءه على أن يقرؤوا «المقدّمة» حسب أهوائهم ومطامحهم ونزعاتهم...ستظلّ «المقدّمة» عرضة لقراءات إديولوجيّة مختلفة متنوّعة أو متعارضة متناقضة، شأنها في ذلك شأن «أمير» «مكيافلّي» أو «رأس مال» «ماركس»، وإن كانت «المقدّمة» تختلف عنهما في وجوه كثيرة عديدة...
إنّه لمن المفيد أن أشير في بداية هذا التأليف إلى أنّ محتواه هو ما دوّنته من دروس كنت قد ألقيتها شِفاها في «الكوليج دي فرانس» في شهر مارس من سنة 1981. وأنا لم أعدّل من دروسي إلاّ يسيرا إذ تقيّدت تقيّدا بالتــرتيب الزمانـيّ للآثار المدروسة لمّا رأيتُنـي غير ملزَم بجمع تلك التآليف في عروض تعليميّة متساوية الأهميّة. ولئن أتممت الحواشي وأكملتها بعد أن فصلتها عن المتن فإنّي ما أعدت صياغة النصّ لذلك ظلّت العبارةُ أشبه بعبارة العرض الشفويّ حتّى أنّ بعض الهَنات قد يعْتـريها. وكنتُ، وأنا أتدبّر هذه الدروس، لا أطلب إلاّ مساعدة طلاّب العلم والباحثين الشبّان حتّـى لا يضلّوا فيهتدون في هذا العباب الزاخر من الكتابات التـي تناولت بالدرس ابن خلدون وآثاره. ولعَمري إنّه لعمل عسيرٌ نكـِــدٌ لكنّ الحاجة إليه ملحّة حتّى تتجدّد الدراساتُ الخَلدونيّة تجدّدا يتمنّاه كثير من العلماء في أرجاء المعمورة. ولئن كان «الكوليج دي فرانس» أفضل إطار لهذا التجديد فإنّي لا أدّعـي أنّي قد شرَعتُ بابَ تجديد الدراسات الخَلدُونيّة بمثل هذا التدريس الذي لم يدم طويلا. ولقد سعيْت إلى أن أرتّب البِبْليوغرافيا الـخَلدونيّة الضخمة ترتيبا زمانيّا نقديّا فاعتنيت بالمصادر العربيّة المغمورة اعتناء فاق اعتنائي بالفصول والمؤلّفات المحرّرة بمختلف اللغات الأوروبيّة ولـمّا تمّ لـي الأمر استبانت لـي منازع مشتركة لفتْتُ إليها أنظار من يستمعون إلى دروســـي علّهم يتدبّرونها بالفحص والتمحيص فيما قد يكون من أبـحاثهم ودراساتهم. ولقد شعرت من خلال المناقشات التـي كانت تتلو كلّ درس من دروسي أنّ عملي هذا - رغم ما قد يكون فيه من قصور- لم يكن إلاّ مـُجديًــا لذلك ارتأيتُ عرضه على محكّ النقد والتمحيص. فلمّــا اقترح عليّ «الكوليج دي فرانس» نشر هذه الدروس قبلـت الأمر شاكرا. وإنّــه ليسعدني أن أقرّ بفضل السيّد المدير إيف لابـــــورت yves laporte وأن أعترف بجميل محفل أساتذة «الكوليج دي فرانس» وهم من دعوننــي إلى إلقاء هذه الدروس كما يسعدني أن أشكر الأستاذ أندري ميكال andré miquel أستاذ اللغة والآداب العربيّة الكلاسيكيّة وكان قد بادر باقتراح دعوتي لإلقاء هذه الدروس.
Titre | ISBN | Volume |
---|
Titre | ISBN | Langue |
---|