*
تحوم المداخلات وعددها تسع عشرة مداخلة) حول مفهوم الذاكرة»، وتتناوله من جوانب مختلفة تشي بتعقده وتشعبه. فإذا كانت الذاكرة» غالبا متصلة في الأذهان بالتاريخ واستحضار الماضي فلها كذلك أبعاد اجتماعية ونفسية، وثقافية وحتى طبيّة ودينية وسياسيّة كما يتجلّى في المداخلات متعدّدة الاختصاص ويخلق بينها ضربا من التكامل والتواصل. و « الذاكرة» بالأساس عنصر من أهم عناصر الهويّة والشَّخصيّة بحيث يمكن القول إنّ «الإنسان ذاكرة» كما ورد في عنوان الملتقى، لكنّها أيضا من مكونات المجموعة والشعب والأمّة. فحياة الفرد أو الجماعة في الماضي تحدّد وضعهما الراهن ومن هنا كانت أهميّة التّذكر » بصفتها وسيلة بناء واستشراف للمستقبل. ولئن تعدّدت محاور الدّراسة في المداخلات وتنوّعت مناهجها فإِنّها تتفق كلّها على أهمية «الذاكرة» التي تعتبر من أهم وظائف العقل البشري وعملياته وأكثرها سلطة في تكييف الكائن البشري وتحديد طبعه وتصرّفه ومواقفه. بحث إذن عدد من الدارسين، في القسم العربي من الكتاب، في تجليات الذاكرة في المجتمع والفكر الإيراني، والذاكرة والهويّة، وذاكرة مكّة التي هي ذاكرة الإسلام، ومفارقات الزمن في التجربة الجمالية. أما القسم الفرنسي من الكتاب فقد درس فيه عدد من الفلاسفة وعلماء التحليل النفسي والكتاب والمؤرّخين والمفكّرين مختلف جوانب المسألة بصورة نظرية أو بالتطبيق على بعض العصور والمجتمعات والكتاب. ولعلّ عمليّة «نبش الذاكرة » أو البحث عن المنسي من المتأكد في نظر هؤلاء الدارسين لا بالنسبة إلى المؤرّخين فحسب وإنّما بالنسبة إلى الأفراد والجماعات في سبيل اكتشاف الهوية. ولا أدل على تأكد عمليّة التنقيب هذه وأنّها مسألة حياة أو موت» من الوارد في كلمة افتتاح الملتقى .. يتكلّم بعضهم عن « شعوب بلا ذاكرة» و «أمم لا ماضي لها لطمس هوية الشعوب المستعبدة في حين أنّ كل إنسان منذ خلقه يحمل في نفسه ذاكرة. وهكذا أصبحت الذاكرة رهانا سياسيا ...».
Titre | ISBN | Volume |
---|
Titre | ISBN | Langue |
---|