Titre | Page début | Page fin | Etat | Actions |
---|---|---|---|---|
في الأدب المقارن | 59 | 104 | Published | |
في النّقد الأدبي | 105 | 174 | Published | |
في الإبداع | 175 | 286 | Published | |
مكتبة | 287 | 298 | Published |
محمود طرشونة صاحب موهبة تتردّ د بين الإبداع والنّقد كما يمكن التنبيه إليه في أزمنة متباعدة منذ سياق التسعينات عند نهاية القرن الماضي حتى العقد الثاني من هذا القرن. لهذا فإننا ندّ عي الإنصات إلى النّصوص أكثر من الخضوع إلى اقتضاءاتها العميقة، فعسى أن يمك ننا ذلك من مسايرته او المساهمة فيها تلك المساهمة العميقة المرغوب فيها. ويبقى الأستاذ محمود طرشونة قائما على التعدّ د ضمن كوكبة من أدباء القرن العشرين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس في الجامعة والنوادي الأدبية والحياة الثقافية
إذا اعتبرنا توفيق بكّ ار"أستاذ الجيل" فمن اليسير أن نثبت أن محمود طرشونة جيل من الأساتذة... جالسناهم وأحببناهم وأقبلنا على دروسهم... وأغوتنا لقاءاتهم في مجالي الإبداع والعلم والحياة العامّ ة...تبعا لما يستجدّ من قضايا النّقد والأدب. خبرنا معه ألاعيب ألف ليلة وليلة، وانعطفنا على خصائص الأدب المقارن، واستحضرنا الفن القديم والحديث دون أن يغدو حضوره باهتا قد محاهُ الزّمان. منذ نحو ثلاثين سنة نشر مقالا صحف ياً في مجلة "الطريق الجديد" جمع فيه بين غولدمان وجورج لوكاتش. وكنت حينها مولعاً بمثل تلك المص نفات التي تستدرج المنظومة الاجتماعية بمخزونها العلميّ والفنيّ في وقت واحد! بين هذين الموعدين التقيتُ بأستاذنا عديد الم ا رت، جذبني فيه المبدع، الذي تعاقبتْ رواياته تُحيي الساحة الثقافية التّونسية بانتظام، كتابةً وتقبّلا. ولم يخفت إعجابي به، إنما ازداد وتوط د فلم يختف، إضافة إلى أن سعيي إلى المبدع لم ينطفئ! لهذا أجدني، وأنا أكاد أتخط ى الس تّين، مشدودا إلى ماضي طرشونة ومستقبله في وقت واحد، أستقرئهما معا وأقدّ رُ أنّ المقالتين لا ريب قادرتان على مزج الاتجاهات التي نتوق إلى الانعطاف عليها، لوسيان غولدمان وجورج لوكاتش يق رن بينهما محمود طرشونة دون تعسّ ف! ونقدّ رُ أن الإشا ا رت اللانطباع ية قد غابت. فع وضتها ال تّصويبات العلم ية. لقد أسّ س طه حسين ومحمد مندور، والفاخوري، ونعيمة ضرباً من النّقد المطبوع بصيغ تقليد ية... قبل أن ترتدّ موجة "المناهج الحديثة" المستندة إلى الاسلوبية وفتوحها المتناسلة بعضها من البعض الآخر. ك لّما نعود مجدّ داً إلى "السياق الثقافي العامّ " أو الحركة الثقافية العامّ ة، التي يُدعى كلّ ناقد أو مبدع إلى الإسهام فيها قدر إمكانه. هكذا نعود مجدّ دا الي مفهوم السياق الثقافي العامّ أو الحركة الثقافية العامّة التي يدّ عى كل ناقد أو مبدع إلى الإسهام فيها قدر إمكانه، من زين العابدين السّ نوسي حتى محمود طرشونه مرو ا ر بكثيرين من أمثال منجي الشملي وتوفيق بكّ ار ومحمود المسعدي, وجيل جليل غاب ع نا أغلب أعلامه وبقينا نحتفي بال نزر القليل من آثارهم. وقد أثبت انطونيو غ ا رمشي منذ وقت طويل أنه في الإمكان تحويل الحركة الثقافية إلي حركة سياسية عامّ ة بوضع كلّ منهما في إطار الأخرى. ولقد ساعد ظهور اللسانيات على بعث بنية جديدة أو قل منهاج آخر بدلا من المنهاج السابق. يلبث محمود طرشونه وف يا للقديم والمحدث في وقت واحد، ينهل من هذا ومن ذاك. لذلك أح بته أجيال متعاقبة، وجعلت له في قلوبها مكانة ثابتة... مع محمود طرشونة نبقى على يقين من أنّ دوائر النّقد لن تدور علينا، على اعتبار تحكّ م ال رجل في أصول النّقد وتوجيه د فّته. وهكذا عاد الأستاذ طرشونة إلى الشكلان يين الذين أسّ سوا منذ بداية القرن العشرين بحوثهم على الجمع بين المحدث والقديم. وبهذا ينصبّ الاهتمام على النص وعلى خدمة النص ! وبهذا عرف تودروف، الجامع بين الأصول البلغارية والفرنسية. وعلى هذا الأساس بدا طرشونة وريثا للنقد القديم من والنّقد الحديث في آن واحد، مقبلا على بناء منهج وثيق الصلة بتفكيك النّصوص وإعادة تركيبها بحثا عن بنية دا لّة تنسجم مع عناصره. هكذا تتداخل المناهج للظ فر بمنهج واحد ينطلق من الشتات ويؤدّ ي إلي سياق أفقيّ واحد.كلّ ما هنالك أ ننا ما عدنا نؤمن بالنّقد على معناه الثابت الذي لا يعرف ح ا ركا. فمحمود طرشونة صاحب موهبة تتردّ د بين الإبداع والنّقد كما يمكن التنبيه إليه في أزمنة متباعدة منذ سياق التسعينات عند نهاية القرن الماضي حتى العقد الثاني من هذا القرن. لهذا فإننا ندّ عي الإنصات إلى النّصوص أكثر من الخضوع إلى اقتضاءاتها العميقة، فعسى أن يمك ننا ذلك من مسايرته او المساهمة فيها تلك المساهمة العميقة المرغوب فيها. ويبقى الأستاذ محمود طرشونة قائما على التعدّ د ضمن كوكبة من أدباء القرن العشرين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس في الجامعة والنوادي الأدب ية والحياة الثقاف ية وغيرها من المجالات...
Titre | ISBN | Volume |
---|
Titre | ISBN | Langue |
---|