حياة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور : نشأة الشيخ محمد الفاضل – دور الشيخ الفاضل العلمي والثقافي – الحياة النقابية والسياسية للشيخ الفاضل – التفكير الإصلاحي عند الشيخ الفاضل : مشروع دستور جديد – منهج الإصلاح عند الشيخ الفاضل – مفهوم الوحدة الإسلامية عند الشيخ الفاضل – جهود الشيخ الفاضل في العلوم الإسلامية : جهوده في الدراسات القرآنية – جهود الشيخ الفاضل في الدراسات الحديثي ة والعقدية– الشيخ محمد الفاضل الفقيه المجتهد – جهود الشيخ الفاضل اللغوية والأدبية والتاريخية : الشيخ الفاضل المجمعي – الشيخ الفاضل الأديب والناقد – الشيخ الفاضل المؤرخ.
بسم الله الرحمان الرحيمصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمالمقدمةمبررات البحث"الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور مسيرته العلمية والإصلاحيةّإنّ هذا العمل هو أقل ما يمكن أن يقدم تقديرا لهذا العالم اعترافا له بما بذل من خدمة علمية لهذا البلاد التونسية دفاعا عن شخصيتها وتاريخها، فكان لذلك قبسا مضيئا وسط ظلام الاستعمار الفرنسي، جال بقدراته العلمية في مجالات العلم والأدب والتاريخ والسياسة، وخرج بها من إطار النخبة على حياة الناس، وسط العمال والفلاحين قصد تأكيد الذات الإسلامية في الأنفس، وتركيز المجتمع التونسي بمختلف خصوصياته على قواعد سليمة، وتحريره من ربقة الاستعمار.عاش الشيخ قرابة نصف قرن يعمل على بناء هذه الذات ويحلم بالنهضة العلمية الإسلامية التي تقوم على منهج اصلاحي شامل أسهمت في بنائه قافلة علماء الإسلام بدءا من الصحابة والتابعين، ومرورا بأئمة الفقه واللغة والكلام، وغيرهم من أعمال الفكر الإسلامي، كالغزالي، وابن سينا، وابن رشد، وأبي الريحان البيروني، وابن عرفة، ووقوفا عند مدارس الإصلاح وزعمائها مثل محمد ابن عبد الوهاب، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وخير الدين باشا، وعبد الحميد ابن باديس، ومحمد إقبال، ومحمد الطاهر ابن عاشور، وعبد العزيز الثعالبي، ونحوهم من رجال الفكر والإصلاح.ولعلّ من أهم الأعمال التي قدمت لأجال التعريف بهذا العلم ما كتبه الأستاذ المختار عمار في كتابه "الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور حياته وأثره الفكري" وهو عمل مختصر كشف فيه عن جوانب معينة من حياة الشيخ، إلا أنّها في جملتها تحتاج إلى مزيد البيان والتحليل والتوثيق.وإلى جانب دراسة الأستاذ عمار توجد محاولات لترجمة بعض الجوانب من حياة الشيخ.وقد صدرت معظم هذه التراجم بالصحف عن أصدقائه وتلاميذه الذين عايشوه وعرفوه عن قرب وآمنوا بما آمن به من وطنية ودفاع عن الإسلام والبلاد. ومن بين هذه الاعمال ما كتبه الشيخ محمد الحبيب ان الخوجة الذي عبّر عن الصلة العميقة التي كانت بينه وبين شيخه في الكثير من دراساته وهي : 1- الرسالة العلمية بين حسن التلقي وكمال التبليغ .2- كلمة حول الشيخ الفاضل ابن عاشور .3- المدرسة الفاضلية .4- الفاضل ابن عاشور في الكلية الزيتونية للشريعة أصول الدين .وإلى جانب هذه الدراسات هناك عدد كبير من المقالات التي تخلد مآثره وصلاته الخاصّة، من أهمّها ما كتبه الأستاذ عبدالله الاوصيف والأستاذ التهامي نقرة ، والشيخ محمد الشاذلي النيفر .وفي رأيي إنّ مثل هذه الشخصية لا يمكن أن تكون الترجمة لها مجرد سرد لوقائع حياته التاريخية، أو انتقاء لبعض عينات من خصاله قصد التعريف به، بل يحبذ أن تصحبها عملية بعث متكاملة وشاملة لكل جوانب هذه الشخصية، ووضعها في إطارها التاريخي ولاسيما الأحداث السياسية والنقابية التي عاشها . ومثل هذه النظرة أرى أنها تنصف الشيخ وتضعه في مكانه ضمن رجال الفكر والإصلاح في تونس وفي العالم الإسلامي.ومن هنا كانت كل المحاولات السابقة عبارة عن إطلالات عامة وسريعة لا تتعدى كونها تعدادا لبعض خصوصيات الشيخ الذاتية أو العلمية دون استقراء أو إحاطة شاملة بشخصيته الفاعلة في الحياة السياسيّة والنقابيّة والعلميّة، كما أنّها لا تبرز المنهج الإصلاحي العام الذي سار عليه، حيث عاش الشيخ على عكس الكثيرين من معاصريه ملتحمًا بالحياة العامّة والخاصّة التحامًا متفاعلا مع التغييرات السياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة بالبلاد التونسيّة، والتي عرفت تقلّبات عميقة توّجت بخروج المستعمر الفرنسي ودخول البلاد في عهد جديد من الاستقلال والحرّية.فحياة الشيخ في حاجة في نظري إلى البحث في كل جوانبها لأنها تتجاوز شخصه لما لها من صلة بتاريخ البلاد السياسي والعلمي في حقبة زمنيّة معيّنة حيث كان الشيخ فيها صوتا مدويًّا في المحافل الوطنيّة الدينيّة والنقابيّة والرياضيّة على عكس الكثيرين من شيوخ الزيتونة.وقد بدا لي هذا العمل منذ البداية صعبًا بسبب تنوّع الوثائق وتشتّت الآثار العلميّة للشيخ وصعوبة الوصول إليها. فهي متفرقة بين مراكز التوثيق والمجلاّت والصحف القديمة باستثناء الكتب التي تحدثت عن موضوعات معينة من الدراسات المنشورة، مثل:1- فلسطين الوطن القومي للعرب .2- الحركة الأدبية والفكرية في تونس .3- أركان النهضة الأدبيّة .4- أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي .5- التفسير ورجاله .وأضف إلى هذه المنشورات اهتمام عدد من طلبته ببعض آثاره، فنشروا كتاب "تراجم الأعلام" سنة 1970، وكتاب "المحاضرات المغربيات" سنة 1974، و"ومضات فكر بين سنتي 1981 و9919.المصادر الجديدة في البحثلم تكن هذه الآثار تمثل حقيقة جهود الشيخ العلمية، كما أنها لم تكن تترجم للدور الفاعل في الأحداث التاريخية الذي قام به في مراحل حياته.وأمام هذا الوضع ولكي يخرج هذا البحث متكاملا يعبر ولو من قريب عن خصوصياته كان لزاما علي أن أبحث وثائق جديدة لم تستخدم من قبل، إلى جانب إعادة النظر فيما وصل إليه السابقون من نتائج، وهذا كله استوجب مني رسم إطار جديد للبحث يرتب أعمال الشيخ زمنيًا ومنطقيًا، تمثّل خاصّة في الاعتماد أساسًا على خزائن الوثائق الخاصّة والعامّة، وهي على النحو التالي:1- محفوظات آل عاشور : تعتبر وثائق هذه الأسرة من أبرز المصادر التي اعتمدتها لتنوّعها وكثرتها. وقد تعرفت من خلالها على كثير من جوانب حياة الشيخ.2- محفوظات خزينة الدولة التابعة للوزارة الأولى التونسية : اعتمدت في هذه الخزينة على الملفات المتعلقة بالتعليم الزيتوني وشيوخه، وبالتقارير السياسية والاجتماعية التي كانت تصدرها الإقامة العامة التونسية حول تحركات الطلبة الزيتونيين والدستوريين والنقابيين والسياسيين ونشاطات الجمعيات، وتعتبر وثائق هذه الخزينة هامة جدا باعتبارها وثائق لم يتعرّض لها السابقون.3- المركز القومي الجامعي للتوثيق العلمي والتقني بتونس: اعتمدت في هذا المركز على ما فيه من وثائق مصورة لتقرير الإقامة العامة الفرنسية حول أوضاع البلاد السياسيّة والتعليميّة والاجتماعيّة، إلى جانب تقارير مخابراتها حول نشاط الشيخ الفاضل بالجمعية الخلدونية وبالاتحاد العام التونسي للشغل.4- مركز التوثيق القومي التونسي: استخدمت في هذا المركز كثيرا من الصحف القديمة، وبعض الملفات المتعلقة بالحركة العمالية وبإصلاحات التعليم الزيتوني منذ بداية هذا القرن.5- دار الكتب الوطنية (قسم الدوريات) بتونس: هذا القسم هام جدًا، لكثرة الصحف والمجلات التي اعتمدت عليها فيه. فقد ضمت محتوياته نشاط الشيخ الفاضل بالجمعية الخلدونية، ومقالاته العديدة في الأدب والسياسة والتاريخ والدين.6- محفوظات الجمعية الصادقية بتونس: على الرغم من تلاشي كثير من وثائق هذه الجمعية، فقد أمكن الوقوف على بعض رسائل الشيخ الفاضل المتبادلة مع هذه الجمعية.7- محفوظات العدلية التونسية : اعتمدت في هذه الخزينة على مجموعة من محاضر الجلسات القضائية التي قضى فيها الشيخ الفاضل، وهي في كثير منها عبارة عن أحكام اجتهادية فقهية.8- محفوظات دار الإذاعة التونسية : لقد تمكنت من الحصول على عدة تسجيلات إذاعية هامة للشيخ وهي جزء يسير مما كان يلقيه عبر الأثير سنين عديدة أسبوعيّا، وقد استخدمت محتوياتها في مواطنها.9- محفوظات الإذاعة المغربية : كما تمكّنت أيضًا من الحصول على إحدى عشرة محاضرة مسجلة للشيخ بعضها طبع ضمن المحاضرات المغربيات.10- محفوظات مكتبة مجمع اللغة العربية بالقاهرة : لقد استوجب مني هذا البحث التنقل إلى هذا المركز، والاطلاع على محاضر جلسات جميع الدورات التي حضرها الشيخ الفاضل، وتتبع آثاره العلمية التي شارك بها في أعمال المجمع، وهي هامة جدًا.وإلى جانب هذه المصادر التي رجعت إليها اعتمدت على دراسات تاريخية، وعلمية وأدبية، ودينية لها علاقة وثيقة بالموضوع، ولكن على الرغم من كثرتها وتنوع الوثائق فإن صعوبات عديدة صادفتني في أثناء البحث تمثلت خاصة في تشتت المادة العلمية المتعلقة بشخصية الشيخ الفاضل إلى جانب ضياع الكثير منها مثل وثائق الجمعية الخلدونية التي لم يعد لها أثر، وكذلك تشتت وضياع كثير من وثائق الجامع الأعظم.الاتصالات والشهادات الشفهية : وقد سعيت لسد هذه الثغرة الكبيرة وحل كثير من الإشكالات والتوقفات وذلك بالاتّصال بعائلة الشيخ وخاصة بأخيه عبد الملك ابن عاشور وبابنيه عياض ورافع الذين أفادوني كثيرًا في عدّة جوانب شخصيّة تتعلّق بحياته، وفتحوا لي أبواب بيتهم، ومدوني بما عندهم من وثائق تمكنت من خلالها من التعرف على جوانب عديدة مجهولة في حياة الشيخ الخاصة والعامة اذكر منها خاصّة المحاضرات التي لا تزال في عداد المخطوط، والرسائل الخاصة المتبادلة بينه وبين بعض علماء عصره أو بعض الزعماء السياسيين أو الهيئات الثقافية والعلمية وغير ذلك من الوثائق التي ضبطتها في مضانها في أثناء الأطروحة وفي الفهارس.كما اتصلت ببعض أصدقائه مثل الحبيب شلبي، والشيخ محمد الشاذلي النيفر، كما اتّصلت بعدد كبير من تلاميذه خاصة الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة الذي أفادني كثيرا في تفسير عدة أحداث عاشها الشيخ الفاضل، وكذلك الأستاذ محمود شرشور.خطة البحث :وبعد التأمّل والمراجعة والدراسة، توصّلت إلى ضبط أبواب البحث وفصوله على النحو التالي:ينقسم الموضوع إلى جزأين متداخلين. يتعلّق الأول بحياة الشيخ الفاضل، والثاني بجهوده العلمية. وهذان الجزءان لشدة تلاحُمِهما صار من العسير الفصل بينهما نظرا لكون حياة الشيخ الفاضل قامت في كل أطوراها على النشاط العلمي لأجل تحقيق ما كان يحلم به من قيام صحوة إسلامية شاملة تعم بلاد الإسلام.وقد راعيت هذا الجانب من الترابط بين حياة الشيخ ودوره في مسيرة الحداثة، وحاولت أن أتتبع هذا المعنى منذ نشأته، وعملت على إبرازه تدريجيًا حتى ظهر في البابين الثالث والرابع بوضوح ضمن موضوعات علمية مفصلة أسهم بها في مجال التعريف بالعلوم الإسلامية.ولم أشأ أن أمهد لهذا العمل كله بالحديث عن عصر الشيخ لكثرة ما كتب عنه ولكن طبيعة هذه الدراسة فرضت علي أن أتناول عدة مسائل تاريخية من عصره بأكثر تفصيل في صلب الموضوع، فاخترت أن يكون الاهتمام بهذه الناحية في مواطنها حتى تظهر أكثر التحاما بشخصية مترجمنا ويظهر مدى تفاعله معها. ونتيجة لذلك قسمت بحثي إلى أربعة أبواب:الباب الأول : خصصته للحديث عن حياة الشيخ وقسمته إلى ثلاثة فصول:الفصل الأول : تحدثت فيه عن نشأته وأسرته وتعلمه وشيوخه وخصاله الموروثة والمكتسبة، والعوامل الهامة التي أسهمت في نحت ملامح تفكيره الإصلاحي منذ صغره.واهتممت في الفصل الثاني بالتعريف بنشاط الشيخ العلمي، خاصّة بجامع الزيتونة المعمور والجمعية الخلدونية التي جعل منها مقرا لبعث صحوة علمية وسياسية شاملة لغرس الروح الوطنية. كما بينت في هذا الفصل مختلف جهوده في مجال إصلاح التعليم الديني وما تركه من آثار علمية قيمة.أمّا الفصل الثالث : فقد جعلته لإبراز الحياة السياسية والنقابية للشيخ، وبينت فيه دوره التاريخي في مقاومة المستعمر الفرنسي، وما كان له من اثر في الحفاظ على هوية البلاد العربية الإسلامية بالرغم من كيد الأعداء.الباب الثاني : قسمته إلى ثلاثة فصول بينت فيها ملامح التفكير الإصلاحي عند الشيخ، فابتدأت الفصل الأول بتحليل وثيقة تاريخية لها صلة موضوعية بما انتهيت إليه في الباب الأول من نتائج، وهي تتعلق بمشروع دستور جديد يعبر عن الخصوصيات الفكرية للشيخ، ويدلل على أهمية الدور الإصلاحي الذي قام به مع بعض علماء الزيتونة.أما الفصل الثاني فقد خصصته للحديث عن المنهج الإصلاحي لدى الشيخ ببيان مصادره وأسسه وسبل تحقيقه مقارنا كل ذلك بما انتهى إليه رواد الإصلاح من نتائج.أمّا الفصل الثالث فقد جعلته خاصا بالتعريف بدعوة الشيخ إلى توحيد العالم الإسلامي، ووقوف الأمة الإسلامية وقفة رجل واحد ضد الاستعمار لتحقيق الاستقلال والحرية.الباب الثالث : عرّفت فيه بجهود الشيخ في مجال العلوم الإسلامية التي تعتبر الأرضية الصلبة في تفكيره الإصلاحي، وقد قسمت البحث فيها إلى ثلاثة فصول :الفصل الأول جعلته خاصا بالدراسات القرآنية لأهميتها وكثرة مادتها، ففصلت القول في كثير من مباحث علوم القرآن ومناهج التفسير ورجاله خاصة، مركزا على الخصوصية العلمية للشيخ في التعامل مع هذه المادة.أما الفصل الثاني فخصصته للدراسات الحديثية والعقدية، وقد جمعت بين الموضوعين في فصل واحد لقلّة المادة العلمية في هذا المجال بسبب تلاشيها، ولولا جهود بعض تلاميذه في حفظ مجموعة من آثاره لحرمنا من جانب علمي هام.وقد بيّنت في هذا الفصل أهمية ثقافته الحديثية ومصادرَها وشدة حرصه على تلقي الإجازات والروايات حفاظا على سلاسل الإسناد باعتبارها من أهم التقاليد المرعية في نقل الثقافة الإسلامية.كما بيّنت منزلة الشيخ الفاضل في دراسة القضايا الفلسفيّة والعقديّة وما قام به من عمل كبير في التأريخ لهذه المباحث وأعلامها في تاريخ الحضارة الإسلاميّة.وأمّا الفصل الثالث فقد اهتممت فيه بالحديث عن الشيخ الفاضل الفقيه المجتهد، فبيّنت نظرته للشريعة الإسلامية وخاصة دعوته للاجتهاد، ونظرته لمجلة الأحوال الشخصية التونسية وما دار حولها من حوار هام بين الأطراف السياسية والعلمية. كما بيّنت نظرته المتحررة نحو كثير من القضايا المعاصرة التي ظهرت جلياً في الفتاوى التي كان يصدرها.الباب الرابع : قسمته إلى ثلاثة فصول واهتممت فيه بجهود الشيخ اللغوية والأدبية والتاريخية: فالفصل الأول : خصصته للتعريف بجهود الشيخ بالمجامع العلمية وخاصة في مجال خدمة اللغة العربية وتحقيق التراث.أما الفصل الثاني فتحدثت فيه عن اهتمامات الشيخ الأدبية والنقدية وعلاقتها بالحياة الأدبية والفكرية في تونس.وفي الفصل الثالث تحدثت عن الشيخ الفاضل المؤرخ وما قدمه من دراسات للتعريف بتاريخ البلاد التونسية وحضارتها، ولاسيما اهتمامه الكبير بأعلام التاريخ والسياسة والأدب والفكر في تونس وبعض رجال العالم الإسلامي. وتعميمًا للفائدة ألحقت بالبحث عدّة وثائق تاريخية نادرة، رتبتها بحسب أهميتها في البحث، ثم وضعت عدة فهارس متنوّعة تساعد القارئ في فهم هذا البحث.وخلاصة القول : إنه على الرغم من كثرة الصعوبات التي اعترضتني نظرا لاعتماد الشيخ كثيراً على الارتجال واستخدام الأسلوب التعليمي والخطابي في كثير من محاضراته، فإنّني قد حاولت جهدي أن أُعرّف بالملامح العلميّة والوطنيّة التي أسهمت في تحديد مركزه الديني والاجتماعي والسياسي، وبيان مكانته بين زعماء الإصلاح ودوره العلمي في دفع حركة الإصلاح حيث غدا الشيخ علمًا فريدًا من نوعه في تاريخ تونس، فهو عالم الدين ورجل السياسة والقاضي والمفتي الأكبر وعميد الكلية الزيتونية. نال شرف أول رئيس للاتحاد العام التونسي للشغل، وأوّل رئيس للجامعة العامة للنقابات الفلاحية، وهو أيضًا رئيس جمعية الدفاع عن شباب المغرب العربي ورئيس الجمعية الخلدونية ورئيس النادي الرياضي الإفريقي إلى غير ذلك من المراتب الفعلية والشرفية التي تبوّأها.
Titre | ISBN | Volume |
---|
Titre | ISBN | Langue |
---|